الأربعاء، 24 يوليو 2013

الدهيماء واخر الزمان

بسم الله الرحمن الرحيم "الدهيماء "،،واخر الزمان ،، وصف دقيق لما نحن فيه الان عن عبد الله بن عمر رضي الله عنها قال : كنا عند رسول الله صلى الله عليه وسلم قعودا فذكر الفتن فأكثر من ذكرها حتى ذكر فتنة الاحلاس فقال قائل وما فتنة الاحلاس ؟ فقال هي هرب وحرب , ثم فتنة السراء دخنها تحت قدمي رجل من أهل بيتي يزعم انه مني وليس مني وإنما وليي المتقون , ثم يصطلح الناس على رجل كورك على ضلع , ثم فتنة الدهيماء لا تدع أحدا من هذه الأمة إلا لطمته فإذا قيل انقضت تمادت يصبح الرجل فيها مؤمنا ويمسي كافرا حتى يصير الناس إلى فسطاطين فسطاط إيمان لا نفاق فيه وفسطاط نفاق لا إيمان فيه فإذا كان ذاكم فانتظروا الدجال من اليوم أوغد ) أخرجه أبو داوود واحمد والحاكم وصححه ووافقه الذهبي وصححه الألباني . هذا الحديث ، اخواني، يعتبر مصدرا مهما لكل من أراد البحث في فتن آخر الزمان و مسار الأحداث الذي سيحكم الأمة الى الفتنة العظمى، أي خروج الدجال. و سأحاول في هذا المقال توضيح بعض النقاط الرئيسية في شرحه. أقول بداية ان أقوال العلماء و الشارحين اختلفت و تنوّعت في تحديد ماهية الفتن السابقة (الأحلاس و السرّاء)، و لكن هناك نوعا من الاجماع على أنّها قد مرّت و انقضت و حدثت و شهدتها أمة الاسلام. بقي تفصيل القول في الفتنة الأخيرة المفضية الى خروج الدجّال، أي فتنة (الدهيماء). و القول الراجح فيها -وقد ذكره كثير من الشارحين غيري و أنا أميل الى ترجيحه- أنّها قيام الثورات العربية و ما صاحبها و تلاها من أحداث، و ما نشهده الى حدّ الآن من احداث تمر بها دول الثورات تدعّم كونها المقصودة في الحديث بفتنة (الدهيماء). و على هذا الحكم أدلّة متعددة نذكر منها : - اسم (الدهيماء) نفسه، فهو تصغير لل(الدهماء) أي عامة الناس و سوادهم الاعظم، و لا يخفى أن الثورات العربية قد قامت بها عامة الشعوب في تونس و مصر و ليبيا و سوريا و اليمن، و لم تكن مخطّطة من قبل قيادات او فلاسفة و منظّرين، كحال الثورات الغربية مثلا. ففي الاسم اشارة الى سبب هذه الفتنة أي (عامّة الناس و دهماؤهم). و كذلك في الاسم اشارة الى سواد هذه الفتنة و شدّتها على الناس و صعوبة تبيّن الحق و اهله فيها، و في ايرادها مصغّرة مذمّة لها. - (لا تدع احدا من هذه الأمة الا لطمته) يعني يشترك فيها كل ابناء الأمة اما بالقول او بالفعل او حتى بالتعاطف القلبي و الميل و الدعاء، و في هذا الجزء من الحديث اشارة الى أن هذه الفتنة ستكبر و تنتشر و تكون لها نتائج عظيمة و لن تقتصر على البلدان التي وقعت فيها الثورات. و كذلك فعل (لطمته) فيه اشارة الى ان أبناء الامة عامة سيصيبهم بسببها ايذاء من نوع ما (مختلف انواع الايذاء بدء من الغلاء وصولا الى استحلال الدماء مرورا بما بينهما من أصناف الايذاء). -(فاذا قيل انقضت تمادت) اشارة الى طولها و عدم انقضاءها و تمادي نتائجها و آثارها على الأمة بشكل عام، حتى يمل الناس و ينتظرون انقضاءها. -(يصبح الرجل فيها مؤمنا و يمسي كافرا) و هذا ما رأيناه و نراه يوميا في دول الثورات، التي اتاحت (الحرية ) للناس، فغدا منهم من يتصدى للاسلام و شعائره و شريعته بالاستهزاء و السخرية، و هو من نواقض الاسلام. و كذلك نرى الى اليوم قتل جنود الطواغيت (و هم ينسبون انفسهم الى الاسلام و ربما التزم بعضهم بالفرائض) لاخوانهم المسلمين، و قد قال علماء كثر بأن لا توبة لقاتل المؤمن عمدا من غير وجه حق. -( حتى يصير الناس إلى فسطاطين فسطاط إيمان لا نفاق فيه وفسطاط نفاق لا إيمان فيه) اي أن نهاية هذه الفتنة ستكون انقسام الناس الى معسكرين كبيرين : معسكر اهل الاسلام و محبي شرع الله و موالي المجاهدين من ناحية، و معسكر المنافقين الكارهين للاسلام و شرعه -وان ادعوا انهم مسلمون- من ناحية أخرى. و قد بدأ هذا الانقسام يتشكّل فعليا في كثير من الدول كتونس و مصر و غيرهما، و هذا يعني أننا في بداية نهاية هذه الفتنة باذن الله. -( فإذا كان ذاكم فانتظروا الدجال من اليوم أوغد) هذا الجزء من الحديث يخبر ان هذه الفتنة هي الممهد الاخير لخروج الدجال، و انه سيخرج عقبها و على اثرها حتما. و نحن نعلم من أحاديث اخرى كثيرة متواترة انه يسبق خروج الدجال ظهور المهدي، و ان الدجال يخرج اثر نصر الله للمسلمين في الملحمة الكبرى و فتحهم القسطنطينية، فهذا يدلّ على أن انقسام المسلمين الى الفسطاطين سيستمرّ في زمن المهدي، و ان المنافقين سيكتمون نفاقهم في اول زمنه رهبة و خوفا لا ايمانا و تسليما، ثم ينجم نفاقهم عند خروج الدجال باتباعه. و قد سبق أن كطان في المدينة زمن البعثة النبوية منافقون كثر يكتمون نفاقهم خوفا و رهبة و يوالون أعداء الله على النبي صلى الله عليه و سلم و من آمن معه. و الله أعلم فهد جابى

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق